لا تندرج سلامة المركبات وتأمينها تحت بنود سياسة التشغيل لأنها ثقافة وأسلوب حياة يومي، فبالرغم من أهمية التقنيات الحديثة والأنظمة والإجراءات في تعزيز الحماية إلا أن التأمين لن يكتمل دون السائقين. تبدأ بناء ثقافة التأمين والسلامة من خلال إشراك السائقين وكسب ثقتهم ومساعدتهم على فهم دورهم المحوري في المحافظة على سلامة الجميع.
ومهما بلغت استراتيجية سلامة وتأمين المركبات من التطور، فإن فعاليتها ستعتمد بشكل كبير على التزام السائقين. فبدون مشاركتهم، قد تُعتبر برامج السلامة مجرد إجراء شكلي آخر من إجراءات الشركات. ولهذا فإن سر نجاح استراتيجيات التأمين يكمن في تعزيز ارتباط السائقين بمهام السلامة.
فجوة الوصف الوظيفي: “أنا لست سائقاً”
تعد نظرة السائق لنفسه من أهم العقبات التي تواجه المدير المسؤول، حيث أن العديد من الموظفين الذين يقودون سياراتهم للعمل – كفنيي الصيانة والمهندسين وموظفي التوصيل – لا يعتبرون “القيادة” جزءًا من دورهم الأساسي. فهم يرون القيادة مجرد وسيلة للانتقال من نقطة إلى أخرى. ونتيجة لذلك، يعتبرون برامج السلامة والتوصيل لا تخص عملهم.
ولا شك في أهمية تغيير هذه الطريقة في التفكير، ومن هنا يجب على المدير المسؤول عن تأمين المركبات والسلامة مساعدة هؤلاء الموظفين على إدراك إنهم يعملون سائقين لدى الشركة طالما يتطلب عملهم قيادة السيارات لإنجاز مهام الشركة، ولذلك فهم أيضاً مسؤولون وينطبق عليهم قواعد برامج التأمين والسلامة. إن توعية هؤلاء الموظفين بهذا الأمر مبكرًا وبانتظام يضمن أن تصبح السلامة جزءًا لا يتجزأ من نظرتهم إلى عملهم، وليست مجرد إضافة.

ابدأ بقوة لتصبح السلامة هي قلب الاهتمام من اليوم الأول
ولأن الانطباعات الأولى مهمة، يجب اختبار السائقين الجدد للالتحاق بالعمل على نحو الذي يعكس قدرتهم على التعامل مع معايير السلامة، ولهذا ينبغي دمج سياسة سلامة السائق بفاعلية في عمليات التوظيف الجديدة، بغض النظر عما إذا كانت القيادة هي الوظيفة الأساسية المطلوبة أم لا.
يجب ألا يقتصر التعريف بسياسات سلامة السائق على مجرد مراجعة القواعد، بل يجب أن يُعبّر التعريف عن التوقعات ويحدد الأدوات الرئيسية ويُوضّح أنظمة الدعم ويُؤكّد على اهتمام الشركة الحقيقي بمستويات القيادة لدى موظفيها. إذا شعر السائقون بأن الشركة تُولي اهتمامًا كبيرًا لسلامتهم، فمن المرجح أن يُبادلوا هذا الاهتمام من خلال قيادة مدروسة ومسؤولة.
التواصل الفعّال والمستمر
تؤثر آليات إرسال تنبيهات التأمين والسلامة على درجة الاهتمام بها أو تجاهلها. في كثير من الأحيان، تعتمد المؤسسات على الرسائل التنظيمية أو المالية – تحذيرات من الغرامات، أو زيادات التأمين، أو الالتزامات. ورغم أهمية هذه الرسائل، إلا أنها قد تبدو غير شخصية أو أنانية.
النهج الأكثر فعالية هو التركيز على الجوانب الأخلاقية والإنسانية للسلامة. فبدلاً من مطالبة السائقين بالامتثال لتجنب العقوبات، اطلب منهم الالتزام والمشاركة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى عائلاتهم كل يوم. إن إضفاء طابع إنساني على رسائل الالتزام بمعايير السلامة من شأنه أن يخلق صدى عاطفيًا يذكّر السائقين بأن السلامة لا تتعلق بالقواعد، بل تتعلق بالأرواح وأن الالتزام بهذه المعايير هو هدف مشترك ومسؤولية أخلاقية.
المشاركة المستمرة: حافظ على استمرارية الحوار
يجب أن يكون التواصل بشأن سلامة المركبات مستمرًا. فبدون هذه الاستمرارية ستتلاشى أفضل برامج التوجيه والإرشاد من الذاكرة. تساعد عمليات المراجعة المنتظمة ونشرات السلامة ومنتديات السائقين، وتقديم التعليقات والمراجعات باستمرار على إبقاء السلامة في مقدمة أولوياتنا.
حافظ على استمرارية الحوار من خلال الدورات التدريبية المنتظمة والمحاضرات والرسائل والتنبيهات التي تقدمها منصة ايغل-آى او تي لتعزيز الوعي بأهمية الالتزام. عندما تُدمج السلامة في العمليات اليومية ستصبح أمرًا طبيعيًا يعتاد عليه السائقون ويطبقون معاييره بسلاسة.
تمكين السائقين وتوفير الأدوات اللازمة
لا تقتصر ثقافة السلامة على التوقعات، بل تتعلق أيضًا بالتمكين، ولهذا يحتاج السائقون إلى أدوات عملية تساعدهم على إدارة المخاطر واتخاذ قرارات أكثر أمانًا على الطريق. يمكن أن يشمل ذلك التنبيهات ومزايا الإرشاد والتوجيه التي تقدمها أنظمة المراقبة والاتصال عن بعد. كما تلعب مزايا تطبيقات صيانة المركبات وأدوات الاتصال بدون استخدام اليدين أو تحسين المسارات لتقليل التعب دوراً محورياً.
الاستثمار في الأدوات يُظهر للسائقين أن المؤسسة لا تُحمّلهم المسؤولية فحسب، بل تُساعدهم على النجاح. وهذا يُرسل لهم رسالة قوية: “لست وحدك، نحن معك وندعمك”.
عقد المسابقات لتشجيع الالتزام
تُعد المسابقات استراتيجية إبداعية أخرى وفعّالة، حيث يمكن الاستفادة من المسابقات القائمة على البيانات لتشجيع سلوكيات قيادة أكثر أمانًا. تُتيح منصة إدارة المركبات ايغل-آى او تي تتبعًا للمقاييس الرئيسية مثل السرعة والفرملة وكفاءة استهلاك الوقود ومعدلات العمل. من خلال عرض هذه المقاييس ومؤشرات الأداء في قائمة السائقين، يُمكن للشركات خلق منافسة صحية.
إن مكافأة السائقين المتفوقين أو الأكثر تحسنًا ببطاقات هدايا، أو فعاليات تكريم، أو تكريمات على مستوى الشركة، يُعزز مستوى التحفيز. تُعزز الألعاب روح المنافسة لدى السائقين وتجعل من السلامة هدفًا يسعون إليه بنشاط. والأهم من ذلك، أن هذه الطريقة تُحقق أفضل النتائج عند اقترانها بالتعزيز الإيجابي، إذ ينبغي أن تحتفي بالتقدم، لا أن تُعاقب على الأخطاء.
التزام القيادة العليا ومشاركتهم في تطبيق استراتيجيات التأمين
لكي تنجح استراتيجيات السلامة والتأمين يجب أن يلتزم بها ويشارك في تطبيقها المديرين والعاملين بالمستويات الإدارية العليا من خلال إدراك الإنجازات والاستماع إلى مخاوف السائقين وتعزيز أهمية السلامة في الاجتماعات واللقاءات العامة.
عندما يرى السائقون أن الإدارة العليا تُقدّر سلامتهم وتستمع إلى آرائهم سيشعرون بالاحترام والدعم، مما يُرسّخ ثقافةً تُصبح فيها السلامة مسؤولية الجميع – وليست مجرد أمر مفروض من إدارة الشركة أو المؤسسة.
وعلاوة على ذلك، تُعد الشفافية بشأن أهداف استراتيجية التأمين أمرًا بالغ الأهمية. لماذا نطبق استراتيجيات التأمين والسلامة؟ كيف ستستفيد الشركة وموظفيها؟ ما نوع التأثير المتوقع، وكيف سيتم قياس النجاح؟ الإجابة على هذه الأسئلة مُسبقًا يبني الثقة ويضمن التوافق.
المساءلة جزء لا يتجزأ من استراتيجيات التأمين
لا شك أن المُساءلة تلعب دوراً محورياً في تعزيز سلامة المركبات. يجب أن يُدرك السائقون أن القيادة غير الآمنة لها عواقب حقيقية – قانونية ومالية وأخلاقية. في الحالات الخطيرة، قد يواجه السائقون إجراءات قانونية، خاصةً إذا أدى سلوكهم إلى إصابة أو وفاة. الأمر لا يتعلق بإثارة الخوف، بل بالوضوح. إذا كانت التوقعات واضحة منذ البداية، ومُنح السائقون الأدوات اللازمة لتلبية تلك التوقعات، ستصبح المساءلة جزءًا طبيعيًا من النظام، لا تهديدًا يُقوض السائقين.
ثقافة مبنية على الاحترام والرعاية
وفي نهاية المطاف تُصبح أنجح استراتيجيات السلامة هي التي تُعنى بالسائقين بصدق. الأمر لا يتعلق بالسيطرة، بل بالتعاون. عندما يشعر السائقون بالاهتمام والدعم والاحترام، فإنهم يتحملون مسؤولية دورهم في تعزيز السلامة.
الثقة هي أساس استراتيجيات السلامة والتأمين القوية والناجحة، تُبنى الثقة من خلال التواصل المستمر مع العاملين والسائقين والاستماع الى مخاوفهم وإشراكهم في وضع سياسات التأمين وتقدير جهودهم.
رحلة التأمين تبدأ بسلوكيات السائقين
لا يمكن إنجاح استراتيجيات التأمين من خلال تنفيذ نقاط أو أهداف التأمين دون التزام العاملين، فالتأمين والسلامة ليست مجرد هدف، بل هي ثقافة تشغيل يعيشها العاملون كل يوم، ولذلك فعلى الرغم من أهمية الأدوات والتقنيات والاستراتيجيات المتطورة التي تعمل على تعزيز الأمن، إلا إنها تفقد قيمتها إذا لم تدعمها عادات وسلوكيات العاملين والسائقين.
عندما تلتزم الشركات وتعمل على اكتساب ثقة سائقيها، فإنها لا تقلل المخاطر فحسب، بل تبني فريق عمل أقوى وأكثر مرونة. وهذه رحلة تستحق الاستثمار فيها.
تواصل معنا اليوم واحصل على استشارتك، وتعرّف على المزيد حول ايغل-آى او تي والمزايا التي يقدمها للشركات للمساعدة في إدارة عمليات تشغيل أكثر ذكاءً وأماناً وترابطاً من خلال أدوات المراقبة الذكية وآليات إشراك السائقين.