من مجرد نقط صغيرة على الخريطة إلى ذكاء الأعمال: تطور نظم تحديد الموقع وتتبع الشاحنات
ظل نظام تتبع الموقع ولفترة كبيرة منذ بداياته يقدم موقع الشاحنة بتمثيلها بنقطة صغيرة على الخريطة، بحيث يستطيع المدير المسؤول رؤية هذه النقاط والتعرف على الموقع الدقيق للشاحنة. شهد نظام تتبع الموقع GPS الكثير من التطور والتقدم وعلى مدار العقد الماضي، فلم يعد يقتصر على تقديم موقع الشاحنة أوالمركبة بل أصبحت أنظمة تتبع الموقع تقدم العديد من المزايا التي تساعد أصحاب الشركات على التغلب على تحديات تسيير وإدارة المركبات. تلعب التكنولوجيا حالياً دوراً محورياً بمناخ إدارة المركبات حيث تقدم تقنيات التتبع والتواصل عن بعد بيانات دقيقة حول عمليات التشغيل وأداء السائق وإدارة الأصول.
وفي هذه المقالة سنستعرض مظاهر تطور أنظمة تتبع وأهم المزايا التي تقدمها لخدمة الأعمال والشركات
البدايات كانت مجرد نقاط على الخريطة
أصبح نظام تتبع الموقع متاحاً لاستخدام الشركات التجارية في أوائل الألفينات، كان النظام يقدم خدماته المتواضعة التي تتيح للشركات تتبع موقع الشاحنة من خلال إشارات القمر الصناعي، وعلى الرغم من ذلك فكان النظام لا يقدم سوى بعض القدرات والمزايا التشغيلية. استفادت شركات النقل والخدمات اللوجستية من هذا التطور الكبير، فقد استطاعت الشركات تتبع الشاحنات والمركبات والتأكد من اتباع المسار الصحيح وبالتالي زيادة الانضباط في مواعيد التوصيل ومنع السرقة، وعلى الرغم من ذلك فلم يقدم هذا النظام البدائي أي بيانات حول عمليات التشغيل ومستوى أداء السائق ولم يقدم كذلك أي توصيات للحد من التكلفة وهي بالفعل مزايا تلعب دورا مركزيا في الإدارة الحديثة للمركبات ولا يمكن الاستغناء عنها.
التنبيهات الفورية
ومع التطور التكنولوجي استحدثت أنظمة التتبع مزايا التنبيهات الفورية ليتمكن المدير المسؤول من استقبال التنبيهات الفورية في حال تجاوز السرعة المحددة والاستخدام غير المصرح به أو الانحراف عن المسار المحدد. ساعد هذه التطوير الكبير الشركات على زيادة معدلات الأمان والحد من التكاليف من خلال علاج المشكلات أولاً بأول. فتحت التنبيهات الفورية الباب لتطوير جديد ومحوري وهو عمل تحليلات متقدمة لجميع البيانات التي يتم جمعها بحيث تستطيع الشركات معرفة تأثير المركبة والمسار وأداء السائق على الأداء الإجمالي، بما يوفر لهم رؤية واضحة وسليمة حول جميع العوامل التي تؤثر على استهلاك الوقود وزيادة معدلات التلف وكذلك تساعدهم على تحديد العوامل المؤثرة بمستويات الكفاءة.
دمج تقنيات التواصل عن بعد: التحول الكبير
وكانت نقطة التحول الكبيرة عندما بدأت أنظمة تتبع الموقع دمج مزايا الاتصال عن بعد، وهي التكنولوجيات التي تعمل على جمع البيانات ونقلها بما يشمل بيانات استهلاك الوقود وسلامة المحرك وكذلك البيانات ذات الصلة بأداء السائق خلف عجلة القيادة. لا يقتصر دور تقنيات التتبع والاتصال عن بعد على تتتبع الموقع، بل تقدم هذه الأنظمة والتقنيات بيانات دقيقة تساعد الشركات على اكتشاف المزيد من التفاصيل حول تشغيل المركبات.
ساعدت هذه المزايا الشركات على الإلمام بجميع التفاصيل التي أتاحت لهم تحديد أنماط التشغيل وتوجهات الأداء، وعلى سبيل المثال أصبح بمقدور المدير المسؤول مراقبة معدلات استهلاك الوقود واكتشاف الهدر من خلال مراقبة فترات تشغيل المحرك أثناء توقف المركبة وغيرها من السلوكيات التي تسهم بزيادة استهلاك الوقود، كما يمكنه التعرف على حالة المحرك من خلال مزايا كشف الأعطال عن بعد والتي تتيح بيانات فورية حول حالة المحرك وقدرته على العمل، وبالإضافة لذلك فقد ساعدت هذه التقنيات المتطورة على إرساء ثقافة القيادة الآمنة والالتزام بها من خلال مراقبة أداء السائق واكتشاف السلوكيات الخطرة مثل الاستخدام العنيف للمكابح والتسارع العنيف. قدمت تقنيات التتبع بعد ذلك مزايا إنشاء نطاقات جغرافية حول مناطق معينة وهي عبارة عن حدود افتراضية يحددها المستخدم بحيث يصدر النظام تنبيهات فورية في حال دخلت الشاحنات الى هذه المناطق أو خرجت منها مما يمثل جدار قوي لحماية المركبات والشاحنات.
التغلب على تحديات الأعمال المُعقدة:
ومع تطور نظام تحديد المواقع GPS بدأ يشارك في التغلب على تحديات العمل المُعقدة، وفيما يلي نستعرض أهم إسهامات النظام في التغلب على تحديات العمل
1-كفاءة التشغيل:
دمجت أنظمة تتبع الموقع أدوات تحسين مسار المركبة مما يتيح للمدير المسؤول تخطيط المسارات الأكثر كفاءة مع الانتباه لعوامل مثل السيولة المرورية وأوقات توصيل الطلبيات وكذلك حساب تكاليف الوقود. أضافت هذه الميزة الكثير من الفوائد مما جذب اهتمام شركات النقل وخدمات التوصيل التي تتأثر كفاءتها ومعدلات أرباحها بتغيرات بالمسار والعوامل الأخرى.
2-إدارة التكلفة
تمثل تكاليف الوقود والصيانة الجزء الأكبر من تكاليف إدارة المركبات. قدمت أنظمة تتبع الموقع الحديثة مع تقنيات التتبع والاتصال عن بعد العديد من المزايا والخدمات التي ساعدت الشركات على مراقبة استهلاك الوقود واكتشاف الهدر وضبط المسارات وفحص المحرك وأجزاء المركبة واعتماد الصيانة الوقائية التي تعمل على الحد من الأعطال وبالتالي خفض تكاليف الصيانة.
وعلى سبيل المثال: تعمل هذه الأنظمة والتقنيات الحديثة على تحديد المركبات التي تحتاج لبرامج الصيانة الوقائية قبل وقوع أعطال فعلية
3- الأمان وأداء السائق
يلعب أداء السائق دوراً محورياً في زيادة معدلات الكفاءة والأمان، اليوم تستطيع أنظمة تتبع الموقع مراقبة أداء السائق أثناء العمل، كما تقدم نظام تقييم أداء السائق الذي يعمل على تقييم عادات القيادة ويسجل السلوكيات الخطرة بما يشمل سلوكيات تجاوز السرعة المحددة والتسارع المفاجئ والاستخدام العنيف للمكابح. يقدم النظام توصيات وتنبيهات فورية وفقاً للبيانات التي يتم جمعها بما يتيح توفير الدورات التدريبية المناسبة لكل سائق للحد من الحوادث وخفض أقساط التأمين وزيادة معدلات الأمان والسلامة بالإضافة الى زيادة كفاءة استهلاك الوقود.
4-الالتزام بالمواصفات واللوائح وإنشاء التقارير
تطورت أنظمة تتبع الموقع لتواكب التغيرات الجديدة التي تم إدخالها على اللوائح التي تحكم عمل المركبات والشاحنات بما يساعد الشركات على إتمام العمل وفقاً للمواصفات واللوائح المحددة. تعمل الأنظمة الحديثة على تسجيل ساعات العمل وتسجيل البيانات لسهولة إنشاء التقارير والحد من الأعباء الإدارية والحد من المخالفات والتأكد من الالتزام بالمواصفات واللوائح.
عقبات تعطل تفعيل نظم تتبع المركبات
على الرغم من التطور الكبير الذي حققته نظم تتبع المركبات باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فلا تزال العديد من الشركات تواجه عقبات في الاستفادة الكاملة من هذه الحلول والأنظمة المتقدمة. يُعرب بعض المسؤولين عن تشغيل المركبات عن قلقهم بشأن التكاليف، بينما يشعر آخرون بالقلق بشأن مسائل الخصوصية المتعلقة بالمراقبة المستمرة.
ومع ذلك، فإن العائد على الاستثمار (ROI) من أنظمة تتبع المركبات الحديثة باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يتجاوز بسرعة هذه المخاوف. فمن خلال خفض هدر الوقود وتحسين سلامة السائقين وتصحيح جداول الصيانة، يمكن للشركات تحقيق وفورات كبيرة وخفض التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التخفيف من مخاوف السائقين من خلال زيادة الشفافية في التعامل وشرح فوائد تفعيل أنظمة التتبع بما يشمل زيادة السلامة والحماية من الشكاوى والادعاءات غير العادلة.
دور الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية
يكمن مستقبل تتبع المركبات باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات عن بعد للتنبؤ بالمشاكل قبل حدوثها. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد تنبيهات الصيانة الاستباقية المستندة إلى نظام الكشف الفوري عن أعطال المحرك في الحد من الأعطال المفاجئة وبالتالي تعزيز الإنتاجية. وبالمثل، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أنماط حركة المرور وسلوك السائقين ويمكنه اقتراح مسارات أكثر أمانًا وكفاءة.
علاوة على ذلك، يتم استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحسين تحليل سلوك السائق، مما يسهل على الشركات تنفيذ برامج تدريبية تسهم في إرساء ثقافة القيادة الآمنة والالتزام بها وعلاج نقاط الضعف.
كيف يعمل ايغل-آى او تي على تطوير نظام تتبع الموقع GPS
يستفيد ايغل-آى او تي من تقنيات تتبع الموقع والاتصال عن بعد ونظام تتبع الموقع ليساعد الشركات على التغلب على تحديات إدارة المركبات، يقدم ايغل-آى او تي العديد من المزايا بما يشمل التتبع الفوري ومراقبة أداء السائق وتشخيص الأعطال عن بعد وتقديم بيانات ورؤى دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات مناسبة وفعّالة.
أظهرت دراسة الحالة للعديد من عملاء ايغل-آى او تي انخفاضاً ملحوظاً في تكاليف الوقود وتحسناً في معدلات السلامة وازدهار حقيقي في معدلات الكفاءة التشغيلية، يتيح نظام تتبع الموقع مزايا تخطيط برامج الصيانة الاستباقية لتفادي الأعطال المفاجئة ويقدم مزايا تحسين المسار لتعزيز الأداء الإجمالي. يقدم ايغل-آى او تي أدوات ونظم متميزة تساعد الشركات على تعظيم إنتاجية الأصول والحد من التكلفة بالتوازي مع تعظيم معدلات الأمن والسلامة والالتزام بالمواصفات واللوائح المعمول بها. تطورت نظم تتبع المركبات باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى ما هو أبعد من مجرد مراقبة الموقع البسيطة. من خلال دمج تقنيات التواصل عن بعد والنقل الفوري للبيانات التي يقودها الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الآن الاستفادة من هذه التقنيات لحل التحديات التشغيلية المعقدة وتحسين السلامة وتقليل التكاليف بشكل كبير. يكمن مستقبل إدارة المركبات في إطلاق العنان للتقنيات الجديدة والاستفادة من هذه الإمكانات.