القيادة المتخبطة: لا يقتصر السبب على استعمال الهاتف المحمول
بالرغم من أن التكنولوجيا قد أتاحت لنا البقاء متصلين أكثر من أي وقت مضي إلا إنها تسببت في تشوش والهاء عدد كبير من سائقي السيارات فالتشوش وعدم التركيز أثناء القيادة من أخطر المشاكل والتحديات التي تواجه سلامة الطرق، وبالرغم من أن بعض أنواع التشوش لا يمكن تجنبها إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للسيطرة على معدلات التشوش وتحسين التركيز على القيادة
ووفقا للاستطلاعات فإن نسبة 25 % من حوادث السيارات تنتج عن التشوش أو عن عدم انتباه السائق للطريق بالإضافة إلى انه من المثبت أن السائق غير المنتبه للقيادة يكون عرضة للحوادث والاصطدامات بمعدل 48 مرة أكثر من غيره حيث أن متوسط الوقت الذي يستهلكه قائد السيارة للنظر لهاتفة وكتابة رسالة أو بريد إلكتروني أثناء القيادة يعادل الوقت الذي يستهلكه الإنسان لتجاوز ملعب كرة قدم بسرعة 55 ميل/ساعة حيث تشير الاحصائيات إلى أن السائقين الذين يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة متورطون بنسبة 18% من الحوادث الخطيرة
من المهم فهم أنواع التشوش فقد يكون التشوش بصريا أو حسياً أو معرفياً، فالتشوش البصري هو التشوش الذي يضطرك لإبعاد عينيك عن الطريق مثل التشوش بسبب البحث عن عنوان ما بنظام تحديد المواقع جي بي اس أو عمل مكالمة أو بسبب قراءة نص بينما التشوش المعرفي هو كل ما يبعد عقلك عن التركيز في القيادة مثل الرد على مكالمة واردة أو الانشغال بالزحام المروري أو بالسائقين الآخرين أو حتى الانخراط في أحلام اليقظة أما التشوش الحسي فهو كل أمر يبعد يديك عن عجلة القيادة مثل التقاط شيء سقط في أرضية المركبة أو تناول الطعام أو التجمل أو توصيل كابل الشحن
و يوجد نوعاً آخر من التشوش الذي قد يكون مميتاً في بعض الحالات وهو التشوش الخارجي مثل التفات الرقبة لمشاهدة حادثة على الطريق أو مشاهدة المحلات عندما تمر بمول أو مجمع تجاري أو مشاهدة المناظر الطبيعية ويكمن الحل العملي للتغلب على التشوش في الحفاظ على تركيزك أثناء القيادة وتجهيز نظام المركبة قبل الخروج إلى الطريق
اهتم بسلامتك وركز على الطريق لتتجنب الحوادث